قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ} [البقرة: 138]، "أي ما نحن عليه من الإِيمان هو دين الله الذي صبغنا به وفطرنا عليه فظهر أثره علينا كما يظهر الصبغ في الثوب" (?).
قال الطبراني: "أي: "دينَ اللهِ وفِطْرَتَهُ؛ لأن دينَ الإسلامِ يؤثرُ في الْمُتَدَيِّنِ مِن الطهور والصلاةِ والوَقَار وسائرِ شعائر الإسلامِ كالصَّبغ الذي يكونُ في الثوب" (?).
قال مقاتل: " يقول الله- عز وجل- دين الله" (?).
قال ابن أبي زمنين: "أي: دين الله" (?).
قال ابن عطية: " شريعته وسنته وفطرته" (?).
قال البيضاوي: " أي صبغنا الله صبغته، وهي فطرة الله تعالى التى فَطَرَ الناس عَلَيْهَا، فإنها حلية الإنسان كما أن الصبغة حلية المصبوغ، أو هدانا الله هدايته وأرشدنا حجته، أو طهر قلوبنا بالإِيمان تطهيره، وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ، وتداخل في قلوبهم تداخل الصبغ الثوب، أو للمشاكلة، فإن النصارى كانوا يغسمون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون: هو تطهير لهم وبه تتحقق نصرانيتهم" (?).
قال السعدي: أي: "الزموا صبغة الله، وهو دينه، وقوموا به قياما تاما، بجميع أعماله الظاهرة والباطنة، وجميع عقائده في جميع الأوقات، حتى يكون لكم صبغة، وصفة من صفاتكم، فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم الانقياد لأوامره، طوعا واختيارا ومحبة، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة، فحصلت لكم السعادة الدنيوية والأخروية، لحث الدين على مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ومعالي الأمور" (?).
واختلف في تفسير قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ} [البقرة: 138]، على أقوال (?):
أحدها: أن المعنى: دينُ الله. وهو قول: ابن عباس (?)، وأبي العالية (?)، ومجاهد (?)، والحسن (?)، وإبراهيم النخعي (?)، وعبد الله بن كثير (?)، والضحاك (?)، وقتادة (?)، وعكرمة (?)، وعطية العوفي (?)، والربيع بن أنس (?)، والسدي (?)، وابن زيد (?) (?).