قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} رفع بالابتداء، والخبر {سَنُدْخِلُهُمْ}، وقد جوز أن يكون في موضع نصب أو رفع بالعطف على {الَّذِينَ} في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} (?) إما على اللفظ، وإما على المحل.

و{خَالِدِينَ}: حال من الهاء والميم في {سَنُدْخِلُهُمْ}، أو من {جَنَّاتٍ} لأجل قوله: {فِيهَا}، وقد مضى الكلام على نحو هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع ما يكون.

و{فِيهَا} و {أَبَدًا}: كلاهما معمول {خَالِدِينَ}، و {أَبَدًا} ظرف زمان.

وقوله: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ} {أَزْوَاجٌ} رفع بالابتداء، والخبر {لَهُمْ}، أو بلهم على رأي أبي الحسن. و {فِيهَا} يحتمل أن يتعلق بما تعلق به الخبر، وأن يتعلق بمحذوف على أن تجعله حالًا على تقدير تقديمه على الموصوف وهو {أَزْوَاجٌ}، وحكم الجملة في الإعراب حكم {خَالِدِينَ}.

وقوله: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} (ظلًا) مفعول ثان و {ظَلِيلًا} نعت لظل مشتق من لفظ الظل لتأكيد معناه، كما قيل: لَيْلُ أَلْيَلُ، أي: شديد الظلمة، وظل ظليل، أي: دائم الظل لا تنسخه الشمس، ولا يكون ذاك إلا في الجنة. وفي الحديث: "إنَّ في الجنةِ شجرةً يسير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ لا يَقطعُها" (?). اللهم اجعلنا ممن يرى ذلك ولا يرى سوى ذلك. وهو فعيل بمعنى فاعل، كرحيم بمعنى راحم.

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015