والاستفهام بمعنى النفي، أي: لا يشفع أحد عنده إلا بأمره.

{يَعْلَمُ}: يحتمل أن يكون مستأنفًا، وأن يكون خبرًا بعد خبر.

{مِنْ عِلْمِهِ} أي من معلوماته؛ لأنه قال: {إِلَّا بِمَا شَاءَ}، أي: إلا بما عَلَّمَ، وقيل: إلا بما شاء أن يطلعهم عليه (?)، وعِلْمُهُ الذي هو صفة له لا يحاط به ولا بشيء منه.

{إِلَّا بِمَا شَاءَ} بدل {مِنْ شَيْءٍ}، كما تقول: ما مررت بأحد إلا بزيد. و (ما) موصول، وما بعده صلته، والضمير في {عِلْمِهِ} يعود إلى الله جل ذكره، وقيل: يعود إلى {مَا} في قوله: {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}، فيكون العلم على هذا هو المصدر، وعلى الوجه الأول هو المعلوم.

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ}: (كرسيه) رفع بوسع، وعليه الجمهور، وقرئ (وَسْعُ كرسيِّهِ السماواتُ والأرضُ) بفتح الواو وإسكان السين ورفع العين، وجر كرسيه بالإضافة، ورفع السماوات والأرض على الابتداء والخبر (?).

والكرسي: ما يُجلَس عليه، ولا يَفْضُلُ عن مقعد القاعد (?)، وحَكَى فيه الجوهري كَسْرَ الكافِ (?)، والكرسي في اللغة: الشيء الذي يُعتمَد عليه، قيل: وأصله من تَراكُبِ الشيءِ بعضِهِ على بعضٍ ولزومِهِ وثبوتِهِ.

{وَلَا يَئُودُهُ}: أي: ولا يُثقله ولا يشق عليه حفظهما، يقال: آدَنِي الحِمْلُ يَؤودُني أوْدًا وإيادًا، أي: أثقلني وَجَهَدَني، والألف في آدَ منقلبة عن الواو، والهاء في {يَئُودُهُ} تعود على اسم الله تعالى، وقيل: على الكرسي عند من جعله العِلْمَ والقدرةَ، أو السلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015