و {الْعَلِيُّ}: فعيل، وأصله (عَلِيْوٌ)؛ لأنه من عَلا يَعْلُو.

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}.

قوله عز وجل: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (من الغي): في موضع نصب على أنه مفعولٌ، وأصل الغي: غَوْيٌ؛ لأنه من غَوَى يَغْوِي، وهو ضد الرشد.

الطاغوت: يكون للواحد والجمع، ويذكر ويؤنث بشهادة قوله سبحانه: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} (?)، وقوله: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا} (?)، فذكّر وأنّث كما ترى، وهو مصدرٌ بمنزلة الرغَبوت والرهَبوت. قيل: واشتقاقه من طَغَيت أو من طَغَوت، وعليه أتى الطُّغْيان والطُّغْوان، وأصله: طَغَيُوت، أو طَغَوُوت (فَعَلُوتٌ) من الطُّغيان، أو من الطُّغوان، ثم قُدِّمتِ اللامُ وأخرت العين، وجعلت كل واحدة منهما مكان الأخرى، فصار طَيَغُوتًا أو طَوَغُوتًا بوزن (فَلَعُوت)، ثم قلبت الياء أو الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فقيل: طاغوت (?).

فإن قلت: ما حملهم على التقديم والتأخير؟ قلت: الحذف، وذلك أن الياء التي قبل الواو، أو الواو قد انفتح ما قبلها مع تحركها، وذلك يوجب قلبها ألفًا، وقلبها ألفًا يؤدي إلى حذفها لالتقائها مع الواو الساكنة، فلما كان كذلك قلبوا، بأن قدموا اللام وأخروا العين، ليمكن قلبها ألفًا وتسلم من الحذف، فاعرفه فإنه موضع.

{الْوُثْقَى}: تأنيث الأوثق، كالطُّولَى والأطول، وهو الأشدُّ الأحكم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015