وقيل: هي أو التي لأحد الشيئين حُرِّكَتْ بالفتح، وليس بشيء، إذ لا وجه لحركتها (?).
والجمهور على تحريك الواو، وقرئ: (أوْ) بسكون الواو (?)، وفيبما وجهان:
أحدهما: أن {الْفَاسِقُونَ} (?) بمعنى الذين فسقوا، فكأنه قيل: وما يكفر بها إلَّا الذين فسقوا، أو نقضوا عهد الله مرارًا كثيرًا (?).
والثاني: أنها بمعنى بل للترك والتحول بمنزلة (أم) المنقطعة، كأنه قيل: وما يكفر بها إلَّا الفاسقون بل كلما عاهدوا، ويؤيد. ذلك قوله تعالى بعده: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، قاله أبو الفتح، ثم قال: و {أَوَ} هذه بمعنى (أم) المنقطعة، وكلتاهما بمعنى بل موجودة في الكلام كثيرًا (?).
و{كُلَّمَا}: ظرف، والعامل فيه {نَبَذَهُ}، أي: طرحه، والنبذ: الطرح والإلقاء، ومنه النبيذ والمنبوذ، والضمير في {نَبَذَهُ} للعهد.
وقرئ: (عَهِدوا) (?) لأن بعده عهدًا (?)، وانتصابه على المصدر على هذه القراءة، وأما على قراءة الجمهور فيحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون مصدرًا على حذف الزيادة، أي: عاهدوا الله، أو عاهدوك معاهدة وعِهادًا، كقاتلك مقاتلة وقتالًا.