{إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ}: منصوب على الاستثناء من الضمير في {تَوَلَّيْتُمْ}، قيل: هم الذين أسلموا منهم (?).
وقريء: (إلا قليلٌ) بالرفع (?)، حملًا على المعنى، وإعراضًا عن اللفظ، لأن معنى (توليتم) لم تَثْبِتُوا، كأنه قيل لم تثبتوا إلا قليل منكم.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون بدلًا؟ قلت: لا، لفساد المعنى، لأجل أن المبدَل منه يجب أن يكون في حكم الساقط. وإذا قَدَّرْتَ حَذفَ الضمير بقي: تَوَلَّى إلا قليلٌ منكم، وهذا ظاهر الفساد، لأن الغَرَضَ إخراج القليل من جملة المعرضين، فإذا جعلتهم فاعلَ التولي كنت قد أسقطت المعرضين وأثبتهم، ونعوذ بالله من إعراب يؤدي إلى فساد المعنى.
{وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}: ابتداء وخبر في موضع نصب على الحال من الضمير في {تَوَلَّيْتُمْ}، وهي حال مؤكِّدة، لأن التولي فيه دلالة على الإعراض، فهو يغني عنه (?).
وقيل: لأنه يقال: تولى عنه وإليه، فَبَيَّنَ المراد بقوله: {وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.
وقيل: الحال مُنْتَقِلَةٌ، على جعل التولِّي للأبدان، والإعراض للقلوب.
وقيل: التولي للاباء، والإعراض للأبناء، كقوله: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} (?) يعني آباءهم (?).