اشكروا، من حيث إن العمل للمنعم شكر له، فكأنه قيل: اشكروا يا آل داود شكرًا.
وأن يكون مفعولًا له والمفعول به محذوف، والتقدير: اعملوا آل داود خيرًا شكرًا لله، أي: للشكر.
وأن يكون في موضع الحال، أي: اعملوا خيرًا شاكرين.
وأن يكون مفعولًا به كقوله: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (?). وعن أبي حامد: أن الوقف على داود والابتداء بقوله: {شُكْرًا}، على: اشكروا، شكرًا، وعنه مندوحة بما ذكر.
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)}:
قوله عز وجل: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} دابة الأرض: الأَرَضة وهي دويبةٌ تأكل الخشب، والأرض فعلها، يقال: أُرِضَتِ الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضًا بالتسكين، إذا أكلتها الأَرَضَةُ، فهي مَأْرُوضَةٌ (?).
قيل: وقرئ: بفتح الراء (?)، من أُرِضَت الخشبةُ أَرَضًا، وهو من باب فعلته ففعل، كقولك: أَكَلَتِ القوادحُ الأسنانَ أكلًا، فَأكِلَت أَكَلًا، والقوادح: جمع قادحة، وهي دودة، وقَدَحَ الدودُ في الأسنان والشجر قَدْحًا، وهو تَأَكُّلٌ يقع فيه (?).