فلا، أي: قلوبُهم في القسوة مستقرةٌ كالحِجارة، أو مثل الحجارة.
{أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} منها، و {أَوْ} هنا كالتي في قوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ} (?)، و {أَشَدُّ} معطوف على الكاف إما على تقدير: أو كأشد قسوة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، تعضده قراءة من قرأ: (أو أشدَّ قَسوة) بفتح الدال على أنه مجرور عطفًا على الحجارة، وهو الأعمش (?) وإما على تقدير: أو هي في أنفُسِها أشدُّ قسوةً. و {قَسْوَةً}: نصب على التمييز.
الزمخشري: فإن قلت: لِمَ قيل: {أَشَدُّ قَسْوَةً}، وفِعْل القسوة مما يخرج منه أفعل التفضيل، وفعل التعجب؟ قلت: لكونه أَبْيَنَ وأَدَلَّ على فرط القسوة، ووجهٌ آخرُ، وهو ألَّا يُقْصدَ معنى الأقسَى، ولكن قُصِد وَصْفُ القَسوة بالشدة، كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة، وقلوبهم أشد قسوة.
فإن قلت: لم تُرِكَ ضميرُ المفضل عليه؟ قلت: لعدم الإلباس، كقولك زيد كريم وعمروٌ أكرم (?).
{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ}: بيان لفضل قلوبهم على الحجارة في شدة القسوة، وتقرير لقوله: {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.
{لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ}: (لَمَا) اللام للتوكيد، و (ما) موصولة، وما