عنهما، وهو أصل الأذن (?).
{كَذَلِكَ}: الكاف الأَول في محل النصب على أنه وصف لمصدر محذوف، أي: إحياءً كذلك، وفي الكلام حذف، أي: اضربوه فَيُحْيَا (?)، فضربوه فَحُيِيَ، والذي سوغ حذف ذلك قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى}.
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}:
قوله عز وجل: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} الزمخشري: معنى {ثُمَّ قَسَتْ}: استبعاد القسوة من بعد ما ذكر ما يوجب لين القلوب ورقتها، وصفة القلوب بالقسوة والغلظ مَثَلٌ لنبوِّها عن الاعتبار، وأن المواعظ لا تؤثر فيها (?).
يقال: قَسا قلبه قَسْوَةً وقَسَاوةً، وقَسَاءً بالفتح والمد، إذا غَلُظَ ونبا عن الاعتبار وقبول الموعظة. وحذفت الألفُ المنقلبة عن الواو من {قَسَتْ} لالتقاء الساكنين هي وتاء التأنيث.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}: الإشارة إلى إحياء القتيل، أو إلى جميع ما ذكر من الآيات المعدودة: من المَسْخ، ورَفْعِ الجبل فوقهم، وانبجاس الماء من الحجَر.
{فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}: ابتداء وخبر، والكاف هنا يَحتمل أن يكون حرف جر، وأن يكون اسمًا، فإن جعلته حرف جر كان متعلقًا بمحذوف، وإلَّا