{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ}، أي قال موسى عليه السلام: إن الله يقول. {لَا فَارِضٌ} وصف للبقرة، أي: غير فارض، ولك أن تجعله خبر مبتدأ محذوف، أي: لا هي فارض، وكذلك {وَلَا بِكْرٌ} يحتمل الوجهين.
والفارض: المسنة، يقال: فرَضَتِ البقرةُ تَفرِض بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر فروضًا، إذا كَبِرَتْ وطعنت في السن، وكذلك فَرُض بالضم فراضَةً.
والبِكْر: الفَتِيَّةُ الصغيرة التي لم تَلد، يقال: بقرة بكر، أي: فَتِيَّةٌ لم تحمل.
{عَوَانٌ}: أي: هي عَوان، والعوان: النَّصَفُ في سنها من كل شيء، والجمع عُوْن، بإسكان الواو، قال الشاعر:
76 - ..................... ... نَواعِمُ بين أبكارٍ وعُونٍ (?)
وروي: (عُوُنٌ) بضم الواو، وقد عَوَّنَتْ تعوينًا، وعانت تعونُ عَوْنًا.
{بَيْنَ ذَلِكَ}: {بَيْنَ} ظرف متعلق بـ {عَوَانٌ}، و {ذَلِكَ} إشارة إلى ما تقدم من الفارض والبكر، لأن {بَيْنَ} يقتضي شيئين فصاعدًا، وذلك أن أسماء الإشارة تثنيتها وجمعها وتأنيثها ليست على الحقيقة، وكذلك الموصولات، فلذلك جاز دخول بين عليه، لكونه مشارًا به إلى المذكورين، وإن كان في الأصل موضوعًا للإشارة إلى واحد مذكر (?).