و {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}: للذين نَهَوْهُم عن الاعتداء من صالحي قومهم، أو لكل مُتَّقٍ سَمِعَها.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}:

قوله عز وجل: {أَنْ تَذْبَحُوا} أي: بأن تذبحوا، ثم حُذف الجار فوصل الفعل إليه فَنَصَبَ، فهو في موضع نَصْبٍ لعدم الجار، أو في موضع جرٍ على إرادته.

{هُزُوًا}: مصدر هزئتُ به ومنه، ويجوز فيه أربعة أوجه:

ضم الزاي مع الهمز (?).

وسكونها مع الهمز (?).

وقلب الهمزة واوًا مع ضم الزاي (?).

وقلبها مع سكون الزاي (?).

وقد قرئ بهن (?). وهو مفعول ثان، لقوله: {أَتَتَّخِذُنَا}، و (نا) مفعول أول، أي: أتجعلنا أهلَ هُزْءٍ، أو مهزوءًا بنا، كضرْبِ الأمير، وخَلْقِ الله، أو الهُزْءَ بنفسه لفرط الاستهزاء من الجاهلين، لأن الهُزْءَ في مثل هذا من باب الجهل والسَّفَهِ.

والجمهور على التاء في قوله: {أَتَتَّخِذُنَا} النقط من فوقه على الخطاب لموسى عليه السلام، والمنويُّ فيه له، وهو الوجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015