خُسُوءًا، يتعدى ولا يتعدى، كزاد وغاض (?).
ولك أن تجعل {خَاسِئِينَ} وصفًا للقردة، أو حالًا من اسم كان، والعامل فيها كان، والأول أمتن وعليه المعنى.
والقِرْدُ معروف، ويجمع على قِرَدَة، وقُرود، والأنثى قِرْدَةٌ، وجمعها قِرَدٌ، كقِرْبَة وقِرَب.
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}:
قوله عز وجل: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا}: الضمير مفعول أول، و {نَكَالًا} ثان، لأن جعل هنا بمعنى صيَّر، والضمير للفِعْلة، أو لِلمَسْخَة، أو للعقوبة، أو للقرية التي اعتَدَى أهلُها، أو للأمة التي اعتدت في السبت، أو للقِرَدَةِ. وقيل: للحيتان. وكذلك القول في الضمير في {يَدَيْهَا} و {خَلْفَهَا} (?).
والنَّكَالُ: اسم لما جعلتَه نَكَالًا لغيره، إذا رآه خاف أن يفعل فعله، فيناله مثل الذي ناله، يقال: نَكَّلَ به تنكيلًا، إذا جعله نكالًا وعبرة لغيره، من نَكَلَ عن العدو وغيره، ينكُل بالضم نكولًا، إذا جَبُنَ عنه، والناكلُ: الجبان الضعيف.
{لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} قيل: لما قبلها. {وَمَا خَلْفَهَا}: وما بعدها من الأمم والقرون، لأَنَّ مَسْخَتَهُم ذُكِرَتْ في كتب الأولين فاعتَبَروا بها، واعتبرَ بها مَن بَلَغَتْهُم من الآخرين. وقيل: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} بحضرتها من القرى والأمم (?).