قوله عز وجل: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ} نصب بإضمار فعل تقديره: وجعلنا البدن جعلناها لكم، وقرئ: بالرفع (?) على الابتداء، والخبر: {جَعَلْنَاهَا}، والاختيار النصب وهو قراءة الجمهور، لأجل أن قبله {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} (?).

و{لَكُمْ} متعلق بجعلنا، أي: من أجلكم، {مِنْ شَعَائِرِ} المفعول الثاني، و {مِنْ} مزيدة، وهذا على رأي أبي الحسن، وأما على رأي صاحب الكتاب فالمفعول الثاني محذوف، أي: شيئًا أو بعضًا من شعائر الله.

ويجوز أن يكون جعل هنا بمعنى خلق فيتعدى إلى مفعول واحد، و {مِنْ شَعَائِرِ} على هذا في موضع نصب على الحال من الهاء في {جَعَلْنَاهَا}، أي: ثابتة أو كائنة من أعلام الشريعة.

{وَالْبُدْنَ} جمع بدنة، كخشبة وخشب، وأصله البُدُن بضم الدال، وبه قرأ بعض القراء (?)، والإسكان فيه تخفيف. وعن [ابن] أبي إسحاق بالضمتين وتشديد النون (?) على لفظ الوقف، وأصل الكلمة من الضخامة، يقال: بَدُنَ بَدَانَةً، إذا ضَخُمَ، سميت بذلك لِعِظَمِ بدنها وهي الإبل خاصة، وقيل: الإبل والبقر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015