وكذلك الجمل الثلاث التي بعد هذه الجملة، وهي: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}، {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}، {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} منصوبات المحل لما ذكرتُ آنفًا في الجملة الأولى، والكلام فيهن كالكلام فيها.
ولولا تنوين (يوم) لكان مضافًا إلى هذه الجمل، وكان مستغنيًا عن العائد منها، كقوله: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} (?) و {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} (?).
و{مِنْهَا} في قوله: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} متعلق بـ {يُقْبَلُ} تعلق الجار بالفعل، ولك أن تجعله في محل النصب على الحال، لتقدمه على الموصوف وهو {شَفَاعَةٌ}. وكذلك الكلام في {شَفَاعَةٌ}. وكذلك الكلام في {مِنْهَا عَدْلٌ}.
وقرئ: (ولا تُقبل) بالتاء النقط من فوقه، لتأنيث لفظ الشفاعة، وبالياء النقط من تحته حملًا على المعنى، أو للفصل (?).
وقرئ: في غير المشهور: (ولا يَقبل منها شفاعةً) على بناء الفعل للفاعل، وهو الله عز وجل ونصب الشفاعة (?).
وقد جُوِّزَ أن يكون الضمير في {مِنْهَا} في قوله: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} للنفس الثانية، على معنى: إن جاءت بشفاعة شفيع لم تقبل منها (?). وأن يكون لِلأُولى، على معنى: أنها لو شفعت لها لم تقبل شفاعتها، كما لا تَجزي عنها شيئًا (?).