وَتَرَى} للدلالة على أن حشرهم قبل التسيير، ليعاينوا تلك الأهوال والعظائم (?).
وقوله: {فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} أي: فلم نترك منهم أحدًا، يقال: غَادَرَهُ يُغَادِرُهُ مُغَادَرَةً، وَأَغْدَرَهُ يُغْدِرُهُ إِغْدَارًا، إذا تركه، ومنه الغدر: ترك الوفاء، والغدير: ما غادره السيل (?).
{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}:
قوله عز وجل: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} انتصاب قوله: {صَفًّا} على الحال من الضمير في {وَعُرِضُوا} أي: وأظهروا مصطفين أو مصفوفين، يقال: عَرَضْتُه فأعرض، أي: أظهرته فظهر، ومنه قوله جل ذكره: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} (?) أي: أظهرناها حتى رآها الكفار، وقوله:
403 - وَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ واشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بأَيْدِي مُصْلِتِيْنَا (?)
أي: ظهرت.
وقوله: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا} أي: قلنا لهم، أو يقال لهم: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا}، والقول المقدر مع ما اتصل به في موضع الصفة لقوله: {صَفًّا}، أي: عرضوا على ربك صفًا مقولًا لهم.
وقوله: {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ} محل الكاف النصب إما على النعت لمصدر