و (من) للتبعيض، لأن اللبن بعض ما في بطونه.
وقوله: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ} يحتمل أن يكون متعلقًا بـ {نُسْقِيكُمْ}، وأن يكون في موضع نصب على الحال، إما من المنوي في الظرف وهو {فِي بُطُونِهِ}، أو من قوله: {لَبَنًا} لتقدمه عليه، أي: نسقيكم لبنًا من بين فَرْثٍ، وهو سِرجين الكَرِش (?).
و{خَالِصًا سَائِغًا}: صفتان للبن، أي: صافيًا لا شوب فيه، وسائغًا، أي: يسوغ في الحلق بسهولة.
وقرئ: (سَيْغًا) (?)، قال أبو الفتح: هو محذوف من سَيِّغٍ كَمَيْتٍ من مَيِّتٍ، وَهَيْنٍ مِن هَيِّنٍ، وذلك أنه من الواو لقولهم: ساغَ شَرابُه يَسُوغُ، ولو كان سَيْغٌ فَعْلًا لكان سَوْغًا، ومنه قولهم: هو أَخُوه سَوْغُهُ، أي: قابل له غير متباعد عنه، كالشراب إذا قَبِلَتْهُ نَفْسُ شارِبِه، ولم تَنْبُ عنه، انتهى كلامه (?).
{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}:
قوله عز وجل: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ} أي: وإنّ لكم من ثمرات النخيل والأعناب شيئًا، أو ما تتخذون منه (?)، فالضمير في {مِنْهُ} لأحد المذكورَين، وحذف للعلم به، وحذف (وإن لكم)، لدلالة {وَإِنَّ لَكُمْ} قبله عليه.
وقيل: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ} متعلق بـ {تَتَّخِذُونَ}، أي: وتتخذون من ثمرات النخيل، و {مِنْهُ} من تكرير الظرف للتوكيد، كقولك: زيد في الدار فيها (?).