{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}:

قوله عز وجل: {نُسْقِيكُمْ} قرئ: بضم النون من أسقى، وبفتحها من سقى (?)، وقد مضى الكلام عليهما فيما مضى (?)، والمعنى: نبيح لكم شرب ما في بطونه، فعبر عن الإباحة بذلك.

وقوله: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} (الأنعام): يحتمل أن يكون جمع نَعَمٍ، وأن يكون اسمًا مفردًا مقتضيًا لمعنى الجمع كنَعَم، كذا ذكر صاحب الكتاب - رحمه الله - الأنعام في باب ما لا ينصرف في الأسماء المفردة الواردة على أفعال، قال: وأما أفعال فقد تقع للواحد، من العرب من يقول: هو الأنعام، وقال أبو الخطاب (?): سمعت العرب يقولون: هذا ثوب أكباش (?)، انتهى كلامه (?).

فإذا فهم هذا فقوله جل ذكره هنا: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ}، وفي "المؤمنين": {مِمَّا فِي بُطُونِهَا} (?)، فالتذكير على إرادة الجمع أو الجنس، والتأنيث على معناهما، وما عداهما فهو من التعسف والتكلف، فاعرفه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015