أَمْرٌ فَرْطٌ، أي: متروك. والمكسور: على البناء للفاعل، وإسناد الفعل إليهم بمعنى: مبالغون في الإساءة متجاوزون في المعاصي، من أَفْرَطَ فلانٌ في كذا، إذا جاوز فيه الحد (?).

وقرئ: بهما مشددًا (?)، فالمفتوح بمعنى: متروكون، من فَرَّطه، إذا تركه، والمكسور بمعنى: مقصرون، من فَرَّطَ في كذا، إذا قصّر فيه، وهو: تفريطهم فيما يلزمهم من أوامر الله عز وجل، [ومنه]: {فَرَّطْتُمْ} (?) أي: قصرتم في أمره.

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}:

قوله عز وجل: {وَهُدًى وَرَحْمَةً} معطوفان على موضع {لِتُبَيِّنَ}، كأنه قيل: وما أنزلنا عليك الكتاب إلا بيانًا وهدى ورحمة، أي: للبيان والهدى والرحمة، لأن من شرط المفعول له أن يكون فعلًا لفاعل الفعل المعلل، وإنما دخل اللام في قوله: {لِتُبَيِّنَ} لأنه فعل المخاطب، لا فعل المُنَزِّل، وعطف عليه ما هو فعل المنزل على تقدير ما ذكر آنفًا، فاعرفه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015