كما تقول لخادمك: لا يخرج فلان، فلفظ النهي لفلان ومعناه للمخاطب، أي: لا تدعه يخرج، وكذا هنا النهي في اللفظ لأحد وهو في المعنى للوط - عَلَيْهِ السَّلَام - (?).

والمعنى: لا تمكِّن أحدًا من الالتفات وانههم عنه ولا تنهها، أي: لنزول العذاب بها، يعضده: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ}.

وقرئ: بالنصب (?) على الاستثناء من الأهل، تعضده قراءة من قرأ: (فأسر بأهلك بقطع من الليل إلَّا امرأتك) وهو عبد الله بن مسعود وأبَيّ بن كعب - رضي الله عنهما - (?)، أو من {أَحَدٌ} على أصل الاستثناء؛ لأنَّ الكلام قد تم عنده، وهو الوجه؛ لأنَّ ذلك يمنع من الإسراء بها، وقد أسرى بها بشهادة قراءة الرفع.

وقوله: {إِنَّهُ مُصِيبُهَا} الضمير في (إنه) ضمير الشأن والحديث.

{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}:

قوله عز وجلَّ: {جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} (عاليها) مفعول أول، و {سَافِلَهَا} ثان، أي: صيرنا عالي قراهم سافلها.

وقوله: {مِنْ سِجِّيلٍ} في موضع نصب على النعت لـ {حِجَارَةً}، قيل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015