ولك أن تجعل {إِلَّا} على بابها على معنى أنك تستثني حال تقطع قلوبهم من الأحوال التي كانوا مترددين فيها.
وقرئ: (تُقَطَّعَ قلوبُهم) بضم الحاء على البناء للمفعول (?) وهو القلوب، والمعنى: إلّا أن يقطع الله قلوبهم بالإماتة، أي: بأن يميتهم، تعضدها قراءة بعضهم: (إلّا أن تُقَطِّع قلوبَهم) بضم الماء وكسر الطاء على البناء للفاعل (?) وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على معنى: إلّا أن تقطع أنس قلوبهم بقتلهم.
وقرئ: (إلّا أن تَقَطَّع قلوبُهم) بفتح التاء على البناء للفاعل (?) وهو قلوبهم. والأصل: تتقطع بتاءين، فحذفت إحداهما كراهة اجتماعهما، وماضيه: تقطع، وهو لازم قَطَعَ.
قال أبو علي: في الوجه الأول أضيف الفعل إلى المُقطِّع المُبلِي للقلوب بالموت في المعنى وإن لَمْ يذكر في اللفظ، وفي الثاني أسند إلى القلوب لما كانت هي البالية، وهذا مثل: مات زيد، ومرض عمرو، وسقط الحائط، ونحو ذلك مما يسند فيه الفعل إلى مَن حدث منه وإن لَمْ يكن له، انتهى كلامه (?).
وعن طلحة (?): (ولو قطعتَ قلوبَهم) على خطاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو كلّ مخاطَب (?).