وصات في شائك وصائت، وأصلُهما شوك وصوت، فألفه على هذا ليست بألف فاعل إنما هي عينه قلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فعلى هذا يكون حكمه حكم الصحيح، فتعرب الراء بوجوه الإعراب، فيقال: هذا جُرفٌ هَارٌ، ورأيت جرفًا هارًا، ومررت بجرف هارٍ.
فوزنه على الوجه الأول بعد القلب فالعٌ، وبعد الحذف فَالٍ، وعلى الثاني فِعلٌ وقد ذكر. وعينه واو أو ياء بشهادة قولهم: تَهَوَّرَ البناء، إذا تساقط وتداعي، وقد قالوا أيضًا: تَهيَّر (?).
وقوله: {فَأَنْهَارَ بِهِ} محل {بِهِ} النصب على الحال، بمعنى: فانهار وهو معه، والضمير في {بِهِ}: يحتمل أن يكون للباني، وأن يكون للبنيان، وفي {فَأَنْهَارَ}: للبناء أو للجرف.
{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {{لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} إذا كان البنيان بمعنى المبني أو جمع بنيانة كان في الكلام حذف مضاف تقديره: لا يزال بناء بنيانهم الذي بنوه ريبة، أي: شكًّا في قلوبهم.
{إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} أي: إلى أن يموتوا، وحتى يموتوا، وإنما قدر (إلَّا) بتقدير إلى وحتى؛ لأنَّ التقطيع مُنتهَى يُنْتَهَى إليه، وإلى وحتى كلاهما للغاية ينتهى إليه، تعضده قراءة من قرأ: (حتى الممات) وهو أُبي - رضي الله عنه - (?)، وقراءة من قرأ: (إلى أن) وهما الحسن ويعقوب (?).