والجمهور على كسر الباء وهو الوجه، وقد أوضحته في أول السورة، وقرئ: (وليلبَسوا) بفتح الباء (?).
أبو الفتح: المشهور في هذا: لَبِستُ الثوب ألبَسُه، ولَبَسْتُ عليهم الأمرَ ألبِسُه. فإمّا أن تكون هذه لغةٌ لم تتأدَّ إلينا: لَبِستُ عليهم الأمر ألبَسُهُ، في معنى لَبَسْتُه ألبِسُه. وأن تكون غير هذا، وهو أن يُجعل الدين لهم كاللباس عليهم، لشدة المخالطة لهم فيه وتمسكهم به، كما أن لابس الثوب شديد المماسة له والالتباس به، وذَكَرَ ما يَطُولُ الكتابُ بذكره (?).
وقوله: {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}: (ما) يحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، أي: وما يفترونه من الإِفك، أو: وافتراءهم، وهي عطف على الهاء والميم في {فَذَرْهُمْ}، ويحتمل أن تكون مفعولًا معه.
{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}:
قوله عز وجل: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ} ابتداء وخبر. {وَحَرْثٌ} عطف على الخبر.
و{حِجْرٌ}: صفة لما قبله، والجمهور على كسر الحاء وسكون الجيم، وهو فعل بمعنى مفعول، كالذِّبح والطِّحن.
قال الزمخشري: ويستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، والواحد والجمع، لأن حكمه حكم الأسماء غير الصفات (?).