كي وهو الجيد، وأن تكون لام أمر بمعنى التهدد والوعيد. والاقترافُ: الاكتساب. والمعنى: وليرضوا لأنفسهم، وليكتسبوا ما هم مكتسبون من الآثام، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره (?).
و{مَا}: موصول وعائده محذوف، والتقدير: وليقترفوا الذي هم مقترفونه، فلما حذفت الهاء أثبتت النون، وعكسه في الكلام جائز.
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}:
قوله عز وجل: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} على إرادة القول، أي: قل يا محمد كيت وكيت، والهمزة للتقرير. و (غيرَ) منصوب بـ {أَبْتَغِي}، و {حَكَمًا} حال منه أو تمييز، وقيل: إن {حَكَمًا} منصوب بـ {أَبْتَغِي}، و (غيرَ) حال منه مقدم عليه (?).
والحَكَم: الحاكم، إلَّا أن بينهما فرقانًا ذكره الرماني، قال: الحَكَمُ أبلغ في المدح من الحاكم، لأنه لا يستحق التسمية بِحَكَمٍ إلا من يحكم بالحق، وحاكم قد يسمَّى به من يحكم بغير الحقِّ؛ لأنها صفةٌ جاريةٌ على الفعل (?).
وقوله: {مُفَصَّلًا} منصوب على الحال من الكتاب، أي: مبينًا فيه الفصل بين الحق والباطل.
وقوله: {بِالْحَقِّ} محله النصب على الحال من المستكن في {مُنَزَّلٌ}. فإن قلت: {أَنْزَلَ} يتعدى إلى مفعولين، فأين مفعولا {مُنَزَّلٌ}؟ قلت: أمَّا