يا ويح أنصار النبي ورهطه ... بعد المغيب في سواء الملحد

والسواء: العدل والاستواء، ومنه قوله عز وجل: {إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} 1، ومن ذلك: عمرو وزيد سواء، والسواء: التمام، يقال: هذا درهم سواء، وأصله من الأول، وقوله عز وجل: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} 2، معناه تماماً. ومن قرأ: سَواءٍ فإنما وضعه في موضع مستويات.

والنمارق، واحدتها نمرقة، وهي الوسائد، قال الفرزدق:

وإنا لتجري الكأس بين شروبنا ... وبين أبي قابوس فوق النمارق

وقال نصيب:

إذا ما بساط اللهو مد وقربت ... للذاته أنماطه ونمارقه

وقوله: مصرع الحسين وزيد يعني زيد بن علي بن الحسين، كان قد خرج على هشام بن عبد الملك، وقتله يوسف بن عمر الثقفي وصلبه بالكناسة3 عرياناً، هو وجماعة من أصحابه.

ويروى الزبيريون أنه كان بين يوسف بن عمر وبين رجل إحنة، فكان يطلب عليه علة، فلما ظفر بزيد بن علي وأصحابه أحسوا بالصلب، فأصلحوا من أبدانهم واستحدوا4، فصلبوا عراة، وأخذ يوسف عدوه ذلك، فنحله أنه كان من أصحاب زيد فقتله وصلبه، ولم يكن استحد5، لأنه كان عند نفسه آمناً، وكان بالكوفة رجل معتوه عقده6 التشيع، فكان يجيء فيقف على زيد وأصحابه فيقول: صلى الله عليك يا ابن رسول الله، فقد جاهدت في الله حق جهاده، وأنكرت الجور ودافعت الظالمين؛ ثم يقبل عليهم رجلاً رجلا فيقول: وأنت يا فلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015