الْعَهْدَ، وَأَقَامَ الدَّعْوَةَ لِلْمُعْتَمِدِ) ، وَلَبِسَ السَّوَادَ، ظَنًّا مِنْهُ أَنَّ الشَّامَ تَكُنْ بِيَدِهِ.
فَأَنْقَذَ الْمُعْتَمِدُ أَمَاجُورَ، وَقَلَّدَهُ دِمَشْقَ وَأَعْمَالَهَا، فَسَارَ إِلَيْهَا فِي أَلْفِ رَجُلٍ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهَا أَنْهَضَ عِيسَى إِلَيْهِ وَلَدَهُ مَنْصُورًا فِي عِشْرِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، فَلَمَّا الْتَقَوُا انْهَزَمَ عَسْكَرُ مَنْصُورٍ وَقُتِلَ مَنْصُورٌ، فَوَهَنَ عِيسَى، وَسَارَ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ عَلَى طَرِيقِ السَّاحِلِ وَوَلَّى أَمَاجُورَ دِمَشْقَ.
ذِكْرُ ابْنِ الصُّوفِيِّ الْعَلَوِيِّ وَخُرُوجِهِ بِمِصْرَ
وَفِيهَا ظَهَرَ بِصَعِيدِ مِصْرَ إِنْسَانٌ عَلَوِيٌّ، ذُكِرَ أَنَّهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الصُّوفِيِّ، وَمَلَكَ مَدِينَةَ إِسْنَا، وَنَهَبَهَا، وَعَمَّ شَرُّهُ الْبِلَادَ.
فَسَيَّرَ إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ طُولُونَ جَيْشًا، فَهَزَمَهُ الْعَلَوِيُّ، وَأَسَرَ الْمُقَدَّمَ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَطَعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَصَلَبَهُ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ ابْنُ طُولُونَ جَيْشًا آخَرَ، فَالْتَقَوْا بِنُوَاحِي إِخْمِيمَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ الْعَلَوِيُّ، وَقُتِلَ كَثِيرٌ مِنْ رِجَالِهِ، وَسَارَ هُوَ حَتَّى دَخَلَ الْوَاحَاتِ.
وَسَيَرِدُ ذِكْرُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ ظُهُورِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَلَى الْكُوفَةِ وَخُرُوجِهِ عَنْهَا
فِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَأَزَالَ عَنْهَا نَائِبَ الْخَلِيفَةِ، وَاسْتَقَرَّ بِهَا.
فَسُيِّرَ إِلَيْهِ الشَّاهُ بْنُ مِيكَالَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، فَالْتَقَوْا وَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ الشَّاهُ، وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَنَجَا الشَّاهُ.
ثُمَّ وَجَّهَ الْمُعْتَمِدُ إِلَى مُحَارَبَتِهِ كِيجُورَ التُّرْكِيَّ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَهُ إِلَى الطَّاعَةِ، وَيَبْذُلَ لَهُ الْأَمَانَ، فَسَارَ (كِيجُورُ فَنَزَلَ بِشَاهِي، وَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ يَدْعُوهُ إِلَى