الطَّاعَةِ، وَبَذَلَ لَهُ الْأَمَانَ) ، فَطَلَبَ عَلِيٌّ أُمُورًا لَمْ يُجِبْهُ إِلَيْهَا كِيجُورُ، فَتَنَحَّى عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْكُوفَةِ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ، فَعَسْكَرَ بِهَا، وَدَخَلَ كِيجُورُ إِلَى الْكُوفَةِ ثَالِثَ شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ، وَمَضَى عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ إِلَى خَفَّانَ، وَدَخَلَ بِلَادَ بَنِي أَسَدٍ، وَكَانَ قَدْ صَاهَرَهُمْ، وَأَقَامَ هُنَاكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى جُنْبُلَاءَ.
وَبَلَغَ كِيجُورَ خَبَرُهُ، فَأَسْرَى إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ سَلْخَ ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ، فَوَاقَعَهُ، فَانْهَزَمَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَطَلَبَهُ كِيجُورُ فَفَاتَهُ، وَقَتَلَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَسَرَ آخَرِينَ، وَعَادَ كِيجُورُ إِلَى الْكُوفَةِ ; فَلَمَّا اسْتَقَامَتْ أُمُورُهَا عَادَ إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى بِغَيْرِ أَمْرِ الْخَلِيفَةِ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْخَلِيفَةُ نَفَرًا مِنَ الْقُوَّادِ، فَقَتَلُوهُ بِعُكْبَرَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا تَقَدَّمَ سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ (الْحَاجِبُ) لِحَرْبِ صَاحِبِ الزَّنْجِ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ.
وَفِيهَا تَحَارَبَ مُسَاوِرٌ الْخَارِجِيُّ، وَأَصْحَابُهُ مُوسَى بْنُ بُغَا (بِنَاحِيَةِ خَانِقِينَ، وَكَانَ مُسَاوِرٌ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَكَانَ أَصْحَابُ مُوسَى بْنِ بُغَا) نَحْوَ مِائَتَيْنِ فَالْتَقَوْا بِمُسَاوِرٍ، وَقَتَلُوا مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةً كَثِيرَةً.
وَفِيهَا وَثَبَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ، وَرَجُلٌ مِنْ أَكْرَادِهَا يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ اللَّيْثِ، بِالْحَارِثِ بْنِ سِيمَا، عَامِلِ فَارِسَ، فَحَارَبَاهُ وَقَتَلَاهُ، وَغَلَبَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ عَلَى فَارِصَ.