ذِكْرُ أَخْذِ الزَّنْجِ عَبَّادَانَ
وَفِيهَا أَرْسَلَ أَهْلُ عَبَّادَانَ إِلَى صَاحِبِ الزَّنْجِ فَسَلَّمُوا إِلَيْهِ حِصْنَهُمْ.
وَكَانَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا فَعَلَ بِأَهْلِ الْأُبُلَّةِ مَا فَعَلَ خَافَ أَهْلُ عَبَّادَانَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ، وَأَمْوَالِهِمْ، فَكَتَبُوا إِلَيْهِ يَطْلُبُونَ الْأَمَانَ عَلَى أَنْ يُسَلِّمُوا إِلَيْهِ الْبَلَدَ، فَأَمَّنَهُمْ، وَسَلَّمُوهُ إِلَيْهِ، فَأَنْفَذَ أَصْحَابَهُ إِلَيْهِمْ، وَأَخَذُوا مَا فِيهِ مِنَ الْعَبِيدِ وَالسِّلَاحِ، فَفَرَّقَهُ فِي أَصْحَابِهِ.
ذِكْرُ أَخْذِهِمُ الْأَهْوَازَ
وَلَمَّا فَرَغَ الْعَلَوِيُّ الْبَصْرِيُّ مِنَ الْأُبُلَّةِ وَعَبَّادَانَ طَمِعَ فِي الْأَهْوَازَ، فَاسْتَنْهَضَ أَصْحَابَهُ نَحْوَ جَيٍّ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَهْلُهَا، وَهَرَبُوا مِنْهُمْ، فَدَخَلَهَا الزَّنْجُ، وَقَتَلُوا مَنْ رَأَوْا بِهَا، وَأَحْرَقُوا وَنَهَبُوا، وَأَخْرَبُوا مَا وَرَاءَهَا إِلَى الْأَهْوَازِ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْأَهْوَازَ هَرَبَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْجُنْدِ وَمِنْ أَهْلِهَا، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْقَلِيلُ، فَدَخَلُوا وَأَخْرَبُوهَا، وَكَانَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُدَبِّرِ مُتَوَلِّي الْخَرَاجِ، فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا بَعْدَ أَنْ جُرِحَ، وَنُهِبَ جَمِيعُ مَالِهِ، وَذَلِكَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ بِالْأَهْوَازِ، وَعَبْدَانَ، وَالْأُبُلَّةِ، خَافَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَانْتَقَلَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا فِي الْبُلْدَانِ.
ذِكْرُ عَزْلِ عِيسَى بْنِ الشَّيْخِ عَنِ الشَّامِ وَوِلَايَتِهِ أَرْمِينِيَّةَ
لَمَّا اسْتَوْلَى ابْنُ الشَّيْخِ عَلَى دِمَشْقَ، وَقَطَعَ الْحَمْلَ عَنْ بَغْدَاذَ، اتَّفَقَ أَنَّ ابْنَ الْمُدَبِّرِ حَمَلَ مَالًا مِنْ مِصْرَ إِلَى بَغْدَاذَ، مِقْدَارَ سَبْعِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَأَخَذَهَا عِيسَى بْنُ الشَّيْخِ.
فَأَرْسَلَ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَيْهِ حُسَيْنُ الْخَادِمُ يُطَالِبُهُ بِالْمَالِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَخْرَجَهُ عَلَى الْجُنْدِ، فَأَعْطَاهُ حُسَيْنٌ عَهْدَهُ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ لِيُقِيمَ الدَّعْوَةَ لِلْمُعْتَمِدِ، (وَكَانَ قَدِ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ، فَأَخَذَ