وَجُعِلَ عَلَى الْقَضَاءِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ.
وَفِيهَا خَرَجَ عَبْدُ السَّلَامِ الْخَارِجِيُّ بِنَوَاحِي الْمَوْصِلِ.
وَفِيهَا عُزِلَ بِسْطَامُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السِّنْدِ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ الْمَهْدِيُّ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى بَغْدَاذَ ابْنَهُ مُوسَى وَخَالَهُ يَزِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، وَاسْتَصْحَبَ مَعَهُ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَابْنَهُ هَارُونَ الرَّشِيدَ، وَكَانَ مَعَهُ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ، فَأَتَاهُ بِمَكَّةَ بِالْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ الَّذِي كَانَ اسْتَأْمَنَ لَهُ، فَوَصَلَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَقْطَعَهُ.
وَفِيهَا نَزَعَ الْمَهْدِيُّ كُسْوَةَ الْكَعْبَةِ وَكَسَاهَا (كُسْوَةً جَدِيدَةً، وَكَانَ سَبَبُ نَزْعِهَا أَنَّ حَجَبَةَ الْكَعْبَةِ) ذَكَرُوا لَهُ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الْكَعْبَةِ أَنْ تَتَهَدَّمَ لِكَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْكُسْوَةِ، فَنَزَعَهَا.
وَكَانَتْ كُسْوَةُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الدِّيبَاجِ الثَّخِينِ، وَمَا قَبْلَهَا مِنْ عَمَلِ الْيَمَنِ، وَقَسَمَ مَالًا عَظِيمًا، وَكَانَ مَعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَوَصَلَ إِلَيْهِ مِنْ مِصْرَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَمِنَ الْيَمَنِ مِائَتَا أَلْفِ دِينَارٍ، فَفَرَّقَ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَفَرَّقَ مِائَةَ أَلْفِ ثَوْبٍ وَخَمْسِينَ أَلْفَ ثَوْبٍ، وَوَسَّعَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وَأَخَذَ خَمْسَمِائَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَكُونُونَ حَرَسًا لَهُ بِالْعِرَاقِ، وَأَقْطَعَهُمْ بِالْعِرَاقِ، وَأَجْرَى عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ.