وَحَمَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الثَّلْجَ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ أَوَّلَ خَلِيفَةٍ حُمِلَ إِلَيْهِ الثَّلْجُ إِلَى مَكَّةَ، وَرَدَّ الْمَهْدِيُّ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَغَيْرِهِمْ وَظَائِفَهُمُ الَّتِي كَانَتْ مَقْبُوضَةً عَنْهُمْ.
وَكَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَكُوَرِ دِجْلَةَ، وَالْبَحْرَيْنِ، وَعُمَانَ، وَكُوَرِ الْأَهْوَازِ، وَفَارِسَ، مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى خُرَاسَانَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَاقِي الْأَمْصَارِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
وَفِيهَا أَرْسَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ أَبَا عُثْمَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ، وَتَمَّامَ بْنَ عَلْقَمَةَ، إِلَى شَقْنَا، فَحَاصَرَاهُ شُهُورًا بِحِصْنِ شَبَطْرَانَ، وَأَعْيَاهُمَا أَمْرُهُ، فَقَفَلَا عَنْهُ.
ثُمَّ إِنَّ شَقْنَا، بَعْدَ عَوْدِهِمَا عَنْهُ، خَرَجَ مِنْ شَبْطَرَانَ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى شَنْتَ بَرِيَّةَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَتِهِ الَّتِي تُسَمَّى الْخُلَاصَةَ، فَاغْتَالَهُ أَبُو مَعْنٍ وَأَبُو خُزَيْمٍ، وَهُمَا مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَتَلَاهُ، وَلَحِقَا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمَعَهُمَا رَأْسُهُ، فَاسْتَرَاحَ النَّاسُ مِنْ شَرِّهِ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْمَسْعُودِيُّ أَيْضًا، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ، وَكَانَ عُمُرُهُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الرَّبِيعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَمُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْفَقِيهِ، كُنْيَتُهُ أَبُو مَالِكٍ، وَكَانُوا أَرْبَعَةَ إِخْوَةٍ، أَكْبَرُهُمْ أَنَسٌ وَالِدُ مَالِكٍ، ثُمَّ أُوَيْسٌ جَدُّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُوَيْسٍ، ثُمَّ نَافِعٌ، ثُمَّ الرَّبِيعُ.