تُمْطِرْنَا، وَتُجَاوِزْنَا إِلَى عِيسَى وَأَصْحَابِهِ فَظَفِرُوا وَقَتَلُوا مُحَمَّدًا، وَرَأَيْتُ دَمَهُ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ.
(وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ) .
وَكَانَ يُلَقَّبُ الْمَهْدِيَّ وَالنَّفْسَ الزَّكِيَّةَ.
وَمِمَّا رُثِيَ بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ:
يَا صَاحِبَيَّ دَعَا الْمَلَامَةَ وَاعْلَمَا ... أَنْ لَسْتُ فِي هَذَا بِأَلْوَمَ مِنْكُمَا
وَقِفَا بِقَبْرٍ لِلنَّبِيِّ فَسَلِّمَا ... لَا بَأْسَ أَنْ تَقِفَا بِهِ وَتُسَلِّمَا
قَبْرٌ تَضَمَّنَ خَيْرَ أَهْلِ زَمَانِهِ ... حَسَبًا وَطِيبَ سَجِيَّةٍ وَتَكَرُّمَا
رَجُلٌ نَفَى بِالْعَدْلِ جَوْرَ بِلَادِنَا ... وَعَفَا عَظِيمَاتِ الْأُمُورِ وَأَنْعَمَا
لَمْ يَجْتَنِبْ قَصْدَ السَّبِيلِ وَلَمْ يَجُرْ ... عَنْهُ وَلَمْ يَفْتَحْ بِفَاحِشَةٍ فَمَا
لَوْ أَعْظَمَ الْحَدَثَانِ شَيْئًا قَبْلَهُ ... (بَعْدَ النَّبِيِّ بِهِ لَكُنْتَ الْمُعَظَّمَا
أَوْ كَانَ أَمْتَعَ بِالسَّلَامَةِ قَبْلَهُ ... ) أَحَدًا لَكَانَ قِصَارُهُ أَنْ يَسْلَمَا
ضَحَّوْا بِإِبْرَاهِيمَ خَيْرَ ضَحِيَّةٍ ... فَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ فَتَصَرَّمَا
بَطَلًا يَخُوضُ بِنَفْسِهِ غَمَرَاتِهِ ... لَا طَائِشًا رَعِشًا وَلَا مُسْتَسْلِمَا
حَتَّى مَضَتْ فِيهِ السُّيُوفُ وَرُبَّمَا ... كَانَتْ حُتُوفُهُمُ السُّيُوفَ وَرُبَّمَا
أَضْحَى بَنُو حَسَنٍ أُبِيحُ حَرِيمُهُمْ ... فِينَا وَأَصْبَحَ نَهْبُهُمْ مُتَقَسَّمَا
وَنِسَاؤُهُمْ فِي دُورِهِنَّ نَوَائِحُ ... سَجْعَ الْحَمَامِ إِذَا الْحَمَامُ تَرَنَّمَا
يَتَوَصَّلُونَ بِقَتْلِهِ وَيَرَوْنَهُ ... شَرَفًا لَهُمْ عِنْدَ الْإِمَامِ وَمَغْنَمَا
وَاللَّهِ لَوْ شَهِدَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ... صَلَّى الْإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ وَسَلَّمَا