وَالْأَرْنَبُ وَقْعَةٌ كَانَتْ لَبَنِي زُبَيْدٍ عَلَى بَنِي زِيَادٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَهَذَا الْبَيْتُ لِعَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ.

ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: وَاعِيَةٌ كَوَاعِيَةِ عُثْمَانَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَأَعْلَمَ النَّاسَ قَتْلَهُ.

وَلَمَّا بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَتْلُ ابْنَيْهِ مَعَ الْحُسَيْنِ دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ مَوَالِيهِ يُعَزِّيهِ وَالنَّاسُ يُعَزُّونَهُ، فَقَالَ مَوْلَاهُ: هَذَا مَا لَقِينَاهُ مِنَ الْحُسَيْنِ! فَحَذَفَهُ ابْنُ جَعْفَرٍ بِنَعْلِهِ وَقَالَ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ، الْحُسَيْنُ، تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَوْ شَهِدْتُهُ لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أُفَارِقَهُ حَتَّى أُقْتَلَ مَعَهُ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمِمَّا يُسَخِّي بِنَفْسِي عَنْهُمَا، وَيُهَوِّنُ عَلَيَّ الْمُصَابَ بِهِمَا أَنَّهُمَا أُصِيبَا مَعَ أَخِي وَابْنِ عَمِّي مُوَاسِيَيْنِ لَهُ صَابِرَيْنِ مَعَهُ.

ثُمَّ قَالَ: إِنْ لَمْ تَكُنْ آسَتِ الْحُسَيْنَ يَدِي فَقَدْ آسَاهُ وَلَدِي.

وَلَمَّا وَفَدَ أَهْلُ الْكُوفَةِ بِالرَّأْسِ إِلَى الشَّامِ وَدَخَلُوا مَسْجِدَ دِمَشْقَ أَتَاهُمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَسَأَلَهُمْ: كَيْفَ صَنَعُوا؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَامَ عَنْهُمْ ثُمَّ أَتَاهُمْ أَخُوهُ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ فَسَأَلَهُمْ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَقَالَ: حُجِبْتُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَنْ أُجَامِعَكُمْ عَلَى أَمْرٍ أَبَدًا! ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ.

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يَزِيدَ قَالَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ:

لُهَامٌ بِجَنْبِ الطَّفِّ أَدْنَى قَرَابَةً ... مِنِ ابْنِ زِيَادٍ الْعَبْدِ ذِي الْحَسَبِ الْوَغْلِ

سُمَيَّةُ أَمْسَى نَسْلُهَا عَدَدَ الْحَصَى ... وَلَيْسَ لِآلِ الْمُصْطَفَى الْيَوْمَ مِنْ نَسْلِ

فَضَرَبَ يَزِيدُ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: اسْكُتْ.

قِيلَ: وَسَمِعَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَيْلَةَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ مُنَادِيًا يُنَادِي:

أَيُّهَا الْقَاتِلُونَ جَهْلًا حُسَيْنَا ... أَبْشِرُوا بِالْعَذَابِ وَالتَّنْكِيلِ

كُلُّ أَهْلِ السَّمَاءِ يَدْعُو عَلَيْكُمْ ... مِنْ نَبِيٍّ وَمَلْأَكٍ وَقَبِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015