قَدْ لُعِنْتُمْ عَلَى لِسَانِ ابْنِ دَاوُدَ ... وَمُوسَى وَصَاحِبِ الْإِنْجِيلِ
وَمَكَثَ النَّاسُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً كَأَنَّمَا تُلَطَّخُ الْحَوَائِطُ بِالدِّمَاءِ سَاعَةَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ.
قَالَ رَأْسُ جَالُوتَ ذَلِكَ الزَّمَانِ: مَا مَرَرْتُ بِكَرْبَلَاءَ إِلَّا وَأَنَا أُرَكِّضُ دَابَّتِي حَتَّى أَخْلُفَ الْمَكَانَ، لِأَنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ وَلَدَ نَبِيٍّ يُقْتَلُ بِذَلِكَ الْمَكَانِ، فَكُنْتُ أَخَافُ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ أَمِنْتُ فَكُنْتُ أَسِيرُ وَلَا أُرَكِّضُ.
قِيلَ وَكَانَ عُمُرُ الْحُسَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.
(بُرَيْرُ بْنُ خُضَيْرٍ بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا، وَآخِرُهُ رَاءٌ. وَخُضَيْرٌ بِالْخَاءِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَتَيْنِ. ثُبَيْتٌ بِضَمِّ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا، وَآخِرُهُ تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقِهَا. وَمُحَفِّرٌ بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ الْمَكْسُورَةِ، وَآخِرُهُ رَاءٌ) .
( [وَقَالَ] . . . التَّيْمِيُّ تَيْمُ مُرَّةَ يَرْثِي الْحُسَيْنَ وَأَهْلَهُ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى بَنِي [هَاشِمٍ] :
مَرَرْتُ عَلَى أَبْيَاتِ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَلَمْ أَرَهَا أَمْثَالَهَا يَوْمَ حَلَّتِ
فَلَا يُبْعِدِ اللَّهُ الدِّيَارَ وَأَهْلَهَا ... وَإِنْ أَصْبَحَتْ مِنْ أَهِلِهَا قَدْ تَخَلَّتِ
وَإِنَّ قَتِيلَ الطُّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... أَذَلَّ رِقَابَ الْمُسْلِمِينَ فَذَلَّتِ