لماذا بني الإسلام الأخوة على أساس الإيمان دون النسب والجنس؟
إن الإسلام لم يبن الأخوة على النسب والجنس لكونهما مبنيين على الالتقاء الجسدي المادي وهو لا يكون جماعة قوية متماسكة، تصمد لعواصف التمزق والتفرق، ورياح الاختلاف والتنازع، لا سيما إذا كان الاختلاف في الفكر والتصور، والعقيدة والمنهج، ومن المشاهد المتكررة، إن أبناء النسب يتقاتلون متى اختلفت عقائدهم وأهدافهم، وتضاربت أفكارهم ومذاهبهم، بينما يتعامل أبناء الدين والعقيدة، ويتعاونون فيما بينهم وإن اختلفت أنسابهم وألوانهم، وتغايرت أوطانهم ولغاتهم. ولأجل هذا أقام الإسلام أخوة البشر على الإيمان، لأن الإيمان رابطة قوية، تستولي على الروح والضمير، فتجعله خاضعا لصوتها، أضف إلى ذلك، أنها لا تحد بالحدود النسبية واللونية، ولا بالحدود القومية والوطنية، ولا بالحدود الإقليمية والجغرافية، وإنما تتجاوزها بحذافيرها وتشمل أقطار الأرض كلها، لأنها تهدف إلى إقامة مجتمع بشري عالمي، يسوده الإخاء والمودة.