القيامه الصغري (صفحة 170)

ومن نظر في تاريخ الأمة الإسلامية علم أن هذا المرض الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو أحد البلايا الكبار التي أصابت المسلمين إصابات كبيرة، لقد تولى أمر هذه الأمة رجال مستبدون، لا يطيقون سماع رأي مخالف لما يرونه، ففي الحديث عن معاوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون أئمة من بعدي، يقولون فلا يرد عليهم، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة " رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأبو يعلى (?) .

وبعض هؤلاء الحكام تشغلهم الشهوات والمتع عن رعاية أمور المسلمين، وبعضهم لا يعرف الحق، فإذا به يحمل الناس على مالا يعرفون، وينشر بينهم البدع والمنكرات، كما في الحديث الذي يرويه عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستكون أمراء تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها، فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعاً " (?) رواه أبو داود وأحمد وابن ماجة بإسناد صحيح.

وفي حديث أم سلمة عند مسلم وأبي داود: " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع لم يبرأ " (?) .

وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني وسنن ابن ماجة عن ابن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، ويحدثون البدع، قال ابن مسعود: فكيف أصنع؟ قال: تسألني يا ابن أم عبد كيف تصنع؟ لا طاعة لمن عصى الله " (?) .

ونلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن بالخروج على عصاة الحكام، لما يترتب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015