الساعة ستقع في عام (1710) ، وقد زعم أنه استقى ذلك من الأرقام العددية للحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن، ونحن نقول: إن هذا النهج قد ثبت خطؤه، وقد اعتمد بعض من سبق على هذا النهج، وحددوا أجلاً غير أجله، فوافقوه في النهج، وخالفوه في تحديد الأجل، وثبت كذب ما ذهبوا إليه.
وقد تعرض الشيخ العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأجزل له المثوبة للذين بحثوا في هذا الأمر وخاضوا فيه، وحددوا في ذلك أجلاً، فقال: " ومن تكلم في وقتها المعين مثل الذي صنف كتاباً " سماه " " الدر المنظم في معرفة الأعظم " وذكر فيه عشر دلالات بين فيها وقتها، والذين تكلموا على ذلك من حروف المعجم، والذي تكلم في " عنقاء مُغْرب " (?) ، وأمثال هؤلاء، فإنهم وإن كان لهم صورة عظيمة عند اتباعهم، فغالبهم كاذبون مفترون (?) ، وقد تبين لديهم من وجوه كثيرة أنهم يتكلمون بغير علم، وإن ادعوا في ذلك الكشف ومعرفة الأسرار، وقد قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33] (?) . ولا شك أن دعوى معرفة وقتها المحدد قول بلا علم.