صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة هذه الأمة على مدار التاريخ.
ولو كان في معرفة الوقت صلاح وخير للبشر، لأخبر الله به البشر، ولكنه حجب ذلك عنهم، وفي ذلك صلاحهم.
وينبغي للاحقين أن يتعظوا بحال السابقين، فبعض السابقين خاض في هذا الأمر، وحدد للساعة أو بعض أشراطها القريبة من وقوعها أجلاً، وجاء الأجل الذي ضربه، ولم يحدث شيء من ذلك، لا الساعة ولا أشراطها المحددة، فمن هؤلاء الطبري رحمه الله وغفر له، فإنه استظهر من بعض النصوص أن فناء الدنيا يكون بعد خمسمائة عام من البعثة المحمدية (?) ، وها هو قد مرّ أكثر من تسعمائة عام على الأجل الذي ضربه، ولم يصدق ظنه.
ومن هؤلاء العلامة السيوطي عفا الله عنه، فإنه استظهر في جزء سماه " الكشف " أن الساعة ستقوم على رأس المائة الخامسة بعد الألف من البعثة النبوية (?) ، وعلى ذلك فإنه بقي على قيام الساعة بضع عشرات من السنين، مع أن كثيراً من الآيات الصغرى لم يقع بعد، أما الكبرى فلم يقع منها شيء.
وجمع السهيلي الحروف المقطعة في أوائل السور، وحذف المكرر منها، وأخذ عددها بحسب الجمل، وحدد بناء على ذلك أجلاً لا يبلغ بضع مئات من السنين (?) .
وقد تَقَوَّل كثير من الناس في هذا وخبطوا خبطاً لا دليل عليه، وإنما هي ظنون وتخرصات، وأخر ما اطلعت عليه في ذلك ما كتبه دكتور بهائي مدعياً أن