المسلمين في الدخول, ومناولة المأكولات والمشروبات, والانبساط معهم, وتصديقهم في كثير من مزاعمهم الباطلة المخالفة لما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , وقد غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى مع بعض أصحابه صحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب, وقال: أمتهوكون فيها.
وإذا كان هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - من أجل صحيفة واحدة, فكيف ولو رأى ما آل إليه الأمر في زماننا من انتشار مقالات أعداء الله تعالى وآرائهم وتخرصاتهم بين المسلمين, وقبول كثير منهم لها, وتنافسهم في قراءتها وتنفيرهم من كتب الحديث, وغيرها من كتب أهل السنة, وتسميتهم لها بالكتب الصفراء, وتسمية المتمسكين بالسنة الرجعيين, وتسمية أهل الكفر والنفاق والشقاق والزندقة والإلحاد وغيرهم من أهل الفسق والفجور التقدميين {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَابَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
ومن ذلك افتتانهم بالدخان الخبيث, وانهماكهم في شربه.
ومن ذلك افتتانهم بالاستماع إلى الغناء والمزامير وأنواع المعازف والملاهي وأصوات النساء الأجنبيات, ونغمات البغايا المتهتكات, وتهوكهم في اتخاذ آلات ذلك كالراديو, والصندوق وغيرهما من آلات اللهو التي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة, وتمكين نسائهم وبناتهم وغيرهن من محارمهم من الحضور عند الراديو وغيره من آلات اللهو واستماعهن إلى أنواع المحرمات التي تشوقهن إلى فعل الفواحش وأنواع المحرمات.