وفي المسند أيضًا عن عائشة رضي الله عنها تبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه» فقالت: وفيهم أهل طاعة الله قال: «نعم, ثم يصيرون إلى رحمة الله».
وفي مستدرك الحاكم عن الحسن بن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة, أو على بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأنا عنده فقال: «إذا ظهر السوء فلم ينهوا عنه أنزل الله بهم بأسه» فقال إنسان: يا نبي الله, وإن كان فيهم الصالحون؟ قال: «نعم, يصيبهم ما أصابهم, ثم يصيرون إلى مغفرة الله ورحمته».
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي البختري قال: حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لن يهلك الناس حتى يعذروا أو يعذروا من أنفسهم».
قال الخطابي: فسره أبو عبيد في كتابه.
وحكي عن أبي عبيدة أنه قال: معنى يعذروا, أي: تكثر ذنوبهم وعيوبهم. قال: وفيه لغتان: يقال: اعذر الرجل أعذارًا إذا صار ذا عيب وفساد، قال: وكان بعضهم يقول: عذر يعذر بمعناه, ولم يعرفه الأصمعي.
قال أبو عبيد: وقد يكون يَعذروا بفتح الياء بمعنى يكون لمن بعدهم العذر في ذلك, والله أعلم.
وقال ابن الأثير يقال: اعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها, يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم, فيستوجبون العقوبة, ويكون لمن يعذبهم عذر, كأنهم قاموا بعذره في ذلك.
ويروي بفتح الياء من عذرته, وهو بمعناه. انتهى.