على تلك الحال» قال الحاكم: صحيح الإسناد. ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وهذه الأحاديث تدل على أن كل عبد يبعث على ما مات عليه من نية وعمل، فإن كان من أهل المعروف فهو في الآخرة كذلك، وإن كان من أهل المنكر فهو في الآخرة كذلك, والله أعلم.
وقد جاء ذلك صريحًا في حديث رواه أبو داود الطيالسي في مسنده, حيث قال: حدثنا هشام - يعني الدستوائي - عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده, إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان للناس يوم القيامة؛ فأما المعروف, فيبشر أصحابه ويعدهم الخير، وأما المنكر, فيقول: إليكم إليكم, وما يستطيعون له إلا لزومًا» رواته كلهم ثقات محتج بهم في الصحيحين إلا أن الحسن لم يذكر له سماع من أبي موسى رضي الله عنه.
وقد رواه الإمام أحمد والبزار قال الهيثمي: ورجالهما رجال الصحيح.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الأعمال وأهم أمور الدين، ولا قوام لدين الإسلام إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد حكى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى اتفاق أئمة المسلمين على قتال الطائفة الممتنعة إذا امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.