الْبَصِيرُ} 1، مبتدعة جهميون، فالله حسيبه وحسيب هذه الطائفة".

قلت: لقد بتر الكاتب كلام الشيخ العلامة الدويش رحمه الله وهذا من عادة أهل البدع والأهواء ليتوصل من ذلك إلى تقرير أنَّ الشيخ يثبت الجسم والحيز لله ويعدها من صفاته، والشيخ رحمه الله لم يقل ذلك ولا يقصده بل ولا يقول به كما يعلم ذلك من قراءة كلامه بتمامه.

ونص كلامه رحمه الله هو: "أقول: قوله في التوجه إلى الله الذي لا يتحيز في مكان هذا قول أهل البدع كالجهمية والمعتزلة وأما أهل السنة والجماعة فلا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون القرآن والحديث فيثبون علو الرب عز وجل واستواءه على عرشه كما قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ، وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وأما أهل البدع فلا يثبتون ما ورد أو يثبتون بعض الصفات دون بعض، ويبتدعون ألفاظاً موهمة يظن الظانّ أنَّهم ينزهون الرب عز وجل بها عن النقائص والعيوب ومقصودهم بها نفي الصفات كالجسم والتحيز والجوهر والعرض، قال شيخ الإسلام تقي الدين بعد كلام له في الردِّ على من قال إنَّه ليس بجسم ولا بجوهر ولا عرض قال رحمه الله: فهذه الألفاظ لا يطلق إثباتها ولا نفيها كلفظ الجوهر والجسم والحيز ونحو ذلك من الألفاظ ... ".

هذا نص كلام الشيخ رحمه الله، ومن يقرأ كلامه يعلم أنَّ مراده بذكر الجسم والحيز والعرض التمثيل للألفاظ الموهمة التي يظن الظانّ أنَّ أهل البدع يقصدون بنفيها تنزيه الله عن النقائص والعيوب، فجاء هذا المزور وبتر كلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015