القرآن على ضوء مقررات تصورية أو عقلية أو شعورية سابقة كما هو الشأن عند أئمة الكلام الباطل ثم "يؤولون نصوصه هذه لتُوائم مقررات سابقة في عقولهم، وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود"، ثم علَّق على هذا في الهامش بقوله:
"وما أبرئ نفسي أنَّني فيما سبق من مؤلفاتي وفي الأجزاء الأولى من هذه الظلال قد انسقت إلى شيء من هذا، وأرجو أن أتداركه في الطبعة الثانية إذا وفَّق الله، وما أقرره هنا هو ما أعتقده الحقَّ بهداية من الله". اه.
فنسأل الله أن يغفر لسيد قطب أخطاءَه التي أقرَّ بها ووعد بتلافيها، وأن يهدي أتباعَه للبُعد عنها والحذر من الوقوع فيها، إنَّه سميعٌ مجيب.
وعلى كلٍّ فسيد قطب رحمه الله أقرَّ على نفسه بهذه الأخطاء ووعد خيراً، والعلماء الناصحون حذَّروا الناسَ من هذه الأخطاء وأرادوا بذلك خيراً، وأمَّا هذا الدَّعِي وأمثاله فلم ينصحوا لا لسيد قطب رحمه الله ولا لعموم المسلمين، والله وحده المستعان لا شريك له.
18 قال الكاتب ص 19،20: "2 - ويقول ص: (19) [أي الدويش] ما نصه: "وأقول: قوله سيد قطب في التوجه إلى الله الذي لا يتحيز في مكان هذا قول أهل البدع كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وأما أهل السنة والجماعة فلا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه ... ". ثم قال بعد ذلك بخمسة أسطر في نفس الصحيفة ذامّاً أهل البدع بنظره ما نصه: "ومقصودهم بها نفي الصفات كالجسم والتحيز ... " ا. هـ فهو يرى تبعاً لابن تيمية وابن القيم أنَّ من صفات الله تعالى الجسم والتحيز، وأنَّ الشيخ سيد قطب والأشاعرة الذين ينزهون الله عن التحيز والمكان ويقولون {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ