ونفس كربهم، ومكنهم في الأرض لإصلاحها، إنه على ذلك قدير.
قال ابن القيم في الزاد (1 - 272):
"والإنصاف الذي يرتضيه العالم المنصف أنه - صلى الله عليه وسلم - جهر وأسر، وقنت وترك، وكان إسراره أكثر من جهره، وتركه القنوت أكثر من فعله، فإنه إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على آخرين، ثم تركه لما قدم من دعا لهم، وتخلصوا من الأسر، وأسلم من دعا عليهم، وجاؤوا تائبين، فكان قنوته لعارض، فلما زال ترك القنوت ... ".
والحقيقة: أن هذه سنة متروكة، وطريقة مهجورة، وهي القنوت لحاجة المسلمين، كالدعاء لهم بالنصر والفرج، وما شابه ذلك.
وعلى أئمة المساجد الذين يحبون إحياء سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحيوا هذه السنة التي دثرت، وأن يعلموا أن اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير لهم من اتباع مذهب زيد، أو عمرو، وإرضاء من يصلي خلفهم، وعسى الله تعالى أن يقيض لهذه السنة من يحييها.