القنوت (صفحة 91)

وقد ذهب بعضهم إلى هذا.

قال ابن العربي ( ... ): "ورأي أحمد بن حنبل أن قنوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان لسبب فيما كان ينزل بالمسلمين، والأحكام إذا كانت متعلقة بالأسباب زالت بزوالها، ورأي مالك والشافعي أن ذلك من كلب العدو، ومقارعته معنى دائم فدام القنوت بدوامه".

قلت: هذا كلام وجيه ... لكن هذه الأمور التي ذكرت من أسباب مشروعية القنوت كانت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك لم يداوم على القنوت إذا استدامت، ولذلك قلنا بعدم الديمومة عليه، وهذا هو المذهب الوسط الذي يجمع بين حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "أنه كان لا يقنت إلا إذا أراد أن يدعو على قوم، أو يدعو لقوم"، وحديث أبي هريرة السابق: "لأقربن صلاة رسول الله، فقنت"، وغيرهما مما سبق ذكره، كل هذا يدل على أنه: كان يقنت أحياناً، ويترك أحياناً.

ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا في قنوته بعد أحد يلعن فلاناً وفلاناً، وسيأتي تخريجه.

ودعا لنجاة المستضعفين في مكة، وكم في الأرض في زماننا من مستضعفين، وكم في عصرنا من مسجونين، فرج الله همهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015