المقدم: معلوم أن من مات على الإسلام تكون نهايته في الجنة إن شاء الله؛ لكن وردت بعض الأحاديث أجزم أنها تحتاج إلى توجيه، منها حديث: (لا يدخل الجنة من كان في مثقال ذرة كبر)، (لا يدخل الجنة مدمن خمر)، (لا يدخل الجنة عاق)، فكيف نوجهها مع الأدلة الدالة على خروج المسلم العاصي من النار؟ الشيخ: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة عاق)، وقوله: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهما من الأحاديث توجه بأنه يفهم منها أنهم لا يدخلون الجنة ابتداءً، فمن كان متلبساً بهذه المعاصي ومات متلبساً بها دون توبة ولم يعف الله جل وعلا عنه من غير توبة وحكم الله جل وعلا عليه بالنار؛ فإنه يدخل النار ثم يكون مآله إلى الجنة.
فيحمل قوله صلوات الله وسلامه عليه: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، أن المقصود به: لا يدخل الجنة ابتداءً، و: (لا يدخل الجنة عاق)، أي: لا يدخلها ابتداءً لأول مرة، (لا يدخل الجنة مدمن خمر)، ولو مات على التوحيد فالمعنى: لا يدخلها ابتداءً.
هذا أفضل ما قيل في تخريج هذه الأحاديث.