مرةٍ من أَرضِ سيناءَ، وجبلِ الطور المقدَّسِ فيها، وبجانبِه وادي طُوى
المقَدَّس!!.
***
وقفَ الفادي وقفةً غبيةً أمامَ حديثِ القرآنِ عن جريانِ الشمس، الذي
وَرَدَ صريحاً في قوله تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) .
نَقَلَ من تفسيرِ البيضاوي خمسةَ أَقوالٍ في معنى اللّامِ في جملةِ:
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) ، وفي بيانِ معنى هذه الجملةِ القرآنية:
1 - الشمسُ تَجْرِي لحدٍّ معينٍ يَنْتهي إِليه دَوْرُها.
2 - أَو: الشمسُ تَجري لكبدِ السماء، فإِنَّ حركَتَها هناكَ أَبطأُ، بحيثُ يُظَنُّ
أَنَّ لها وقْفَة.
3 - أَو: الشمسُ تجري لاستقرارٍ لها على نَهْجٍ مخصوص.
4 - أَو: الشمسُ تَجري لمنتهى مقدَّرٍ لكلِّ يومٍ من المشارقِ والمغارب.
5 - أَو: الشمسُ تجري لمنقطعِ جَرْيِها عند خرابِ العالَم!.
والأَقوالُ الخمسةُ متقاربةٌ في المعنى.
و" مُسْتَقَرٌّ ": اسْمُ مكان، وهو مكانُ استقرارِ الشمس.
والشمسُ لا تستقرُّ إِلّا عندما تتوقَّفُ عن الجريانِ والسَّيْر، وهذا يكونُ عند قيامِ الساعة!.
والراجحُ أَنَّ اللامَ في: (لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) بمعنى " إِلى "، وحرفُ " إِلى "
يدلُّ على الغايةِ والنهاية، فمعنى الآية: آيةٌ للناسِ في الشمس وجريانِها، فهي