أَشارَ القرآنُ إِشارةً مبهمةً مجملةً إِلى يمينٍ حَلَفَه أَيوب، فأَرشَدَه اللهُ إِلى
كيفيةِ التحللِ من يمينهِ، وعَدَمِ الحنْثِ فيه، بأَنْ يأخذَ ضِغْثأ فيضربَ به الطرفَ الآحْرَ.
قال تعالى: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) .
وذهبَ الفادي إِلى تفسيرِ البيضاوي، ليأخذَ منه دليلاً على تخطئةِ القرآنِ
في حديثِه عن يمينِ أَيوب - عليه السلام -.
قال: " قال البيضاوي: الضغْثُ: الحزمةُ الصغيرةُ من الحشيشِ ونحوِه (فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ) : رُوِيَ أَنَّ زوجةَ أَيوبَ " ليا بنت يعقوب "، وقيل: " رحمة بنت أَفرايم بن يوسف " ذهبتْ لحاجةٍ فأَبطأَتْ، فحلَفَ إِنْ برئ أَن يضربَها مئةَ ضربة، فحلَّلَ اللهُ يَمينَه بذلك، وهي رخصةٌ باقيةٌ
في الحدود ".
وأَثارَ الفادي تشكيكَه وشبهاتِه قائلاً: " ونحنُ نسأل: كيفَ يصحُّ لأَيّوب
البارّ، الصبورِ على ضَياعِ أَولادِه وعبيدِه ومواشيه، أَنْ يغضبَ على زوجتِه،
وهو المشهودُ له في التوراةِ باللطفِ والحِلْم، وخاصةً مع زوجته، إِذْ قالَ لها:
" تتكلَّمين كَلاماً كإِحدى الجاهلات!! آلْخَيْرَ نقبلُ من عندِ الله والشَّرَّ لا
نَقْبَل؟ "..
وكيفَ يصحُّ لأَيوب أَنْ يتوعَّدَ زوجَتَه بالضربِ مئةَ ضربةٍ لمجردِ
إِبطائِها؟
وكيفَ يحلفُ لِيَضْرِبَنَهَا مئةَ سوط، فينصحُه اللهُ أَنْ يأخذَ حُزْمَةً فيها مئةُ
عود، فيضربَها بها ضربةً واحدةً فلا تقعُ يمينُه؟
وأَينَ أَيوبُ من يعقوبَ حتى يزوَّجَ ابنتَه؟
أو من يوسفَ حتى يتزوَّجَ حفيدتَه؟
والمعروفُ أَنَّ أَيوبَ سابقٌ ليعقوبَ ويوسفَ تاريخياً؟..
وهذه القصةُ موجودةٌ في خرافاتِ اليهودِ القدماء ".