ولا نَعرفُ هل كان نبيَّاً أَمْ مجردَ مؤمن عالمٍ حَكيم، ولا نَعرفُ من كلامِهِ

ومواعظِه وحِكمِهِ إِلَّا ما وردَ في القرآنِ!.

وهذا معناهُ أَنْ نتوقَّفَ في القولِ بما وَرَدَ عنهُ من أَخبارٍ وأقوالٍ وحِكم، لأَنها من الإِسرائيلياتِ والرواياتِ التي لم تَثْبُت، فلا نُصدقُها ولا نُكذبُها ولا نَرويها.

ولَسْنا مع البيضاويّ في حديثِه عن لُقْمان، لأَنه لا دليلَ عليه.

وقد كان الفادي مُتَحامِلاً على القرآنِ عندما اعترضَ على كلامِ

البيضاوي، وجَعَلَه من أَخطاءِ القرآنِ التاريخية، فما دَخْلُ القرآنِ في كلامِ

البيضاوي؟

لا يُسأَلُ القرآنُ إِلا عن الكلامِ الذي يذكُرُه، ولا يُسْأَلُ عن كلامِ

البَشَرِ المفَسِّرين، فهم قد يُخطئونَ وقد يُصيبون!.

لم يُصَرِّح القرآنُ بنبوةِ لقمان، كما أَنه لم يَنْفِ نبوَّتَه، وإِنما سَكَتَ عنها،

ولذلك لا نَقولُ بنبوَّته، لأَنه قد لا يكون نبيّاً!! ولا نَنْفي عنه النبوَّة، لأَنه قد

يكونُ نبيّاً، فالأَسلمُ هو التوقُّفُ في هذا القول، والاعترافُ بقصورِ العِلْم،

فنحنُ لا نَعلمُ إِلا ما عَلَّمَنا اللهُ إِياه، أَو وَفَّقَنا إِليه!.

ثم إِنَ ما ذكرَهُ الفادي نَقْلاً عن العهد القديم لا دليلَ عليه، فلا دليلَ

على أَنَّ أَيوبَ كانَ قبلَ داودَ - عليه السلام - بتسعمئة سنة، ولا دَليلَ على أَنَّ أَيوبَ كان ببلادِ عوصٍ العربية، ولم يَقُلْ لنا أَينَ تقعُ بلادُ عوصٍ في الجزيرةِ العربية.

فما عابَه الفادي على البيضاوي وَقَعَ هو فيه، وما وَجَّههُ إِليه من انتقادٍ

يُوَجَّهُ إِليه.

***

بين الإسكندر وذي القرنين

ذَكَرَ اللهُ طَرَفاً من قصةِ ذي القرنَيْن في سورةِ الكهف الآيات (83 - 98)

وخلاصةُ ما ذكَرَه عنه: أَنه كانَ رَجُلاً مؤمناً صالحاً، وكان قوياً شُجاعاً ظافراً منصوراً، وقامَ بثلاثِ رحلات، رحلةٍ نحو مغربِ الشمس، فَتَحَ فيها بلاداً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015