الأساس الخامس: لا إكراه في الدين.
الأساس السادس: تحريم الاعتداء على المسلمين وغير المسلمين.
الأساس السابع: التعاون على البِرِّ والتقوى.
الأساس الثامن: الشورى.
الأساس التاسع: تحقيقُ العدل، ودفعُ الظلم.
الأساس العاشر: الإصلاح بين الناس.
الأساس الأول: الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى
يأمر القرآنُ الكريمُ بالدعوة إلى سبحانه وتعالى بعد العلم بما يدعو إليه. (والعالم يبثُّ العلم يكون له أجرُ كُلِّ من انتفع به) (?) . والدعوة إلى الله - تعالى - صفةُ الأنبياء، وصفةُ أتباعهم. قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: 108) .
قال «ابن كثير» (?) : «يقول الله - تعالى - لعبده ورسوله إلى الثقلين: الإنس والجن، آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيلُه، أي: طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكلّ من اتبعه، يدعو إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي» .
وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125) . وقال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) .
قال «ابن كثير» (?) : «المقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من الأمة متصديةً لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجباً على كل فردٍ من الأمة بحسبة» . قال «ابن كثير» (?) : «يقول - تعالى - مخاطبًا عبدَه ورسولَه محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - باسم الرسالة، وآمراً له بالإبلاغ بجميع ما أرسله الله به.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة: 67) . وقد امتثل - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك، وقام به أتم القيام» ..
الأساس الثاني: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
حازت الأمةُ المحمديةُ الشرفَ العظيمَ، والخيريَّة على الأمم السابقين بهذه المنقبة قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (آل عمران: 110) .
قال «ابن كثير» (?) : «قال البخاريُّ (?) عن أبي هريرة: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: خيرَ الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم، حتى يدخلوا في الإسلام» . وقد لَعَنَ الرسلُ - عليهم الصلاة والسلام - مَنْ كفَرَ من بني إسرائيل، لأنهم تركوا إنكار المنكر.