«يجمعكم» من قوله تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ. يَوْمُ التَّغابُنِ (?).

قرأ «يعقوب» «نجمعكم» بنون العظمة (?).

على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن السياق من قبل في قوله تعالى: وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (?).

يقتضي الغيبة فيقال «يجمعكم» أي اللَّه تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من اللَّه تعالى عن نفسه، بأنه يوم القيامة سيجمع الخلائق جميعا ويوفي كلا على عمله، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق المعنى البلاغي.

«يسلكه» من قوله تعالى: وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (?).

قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر» «نسلكه» بنون العظمة (?).

على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن السياق في قوله تعالى:

وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يقتضي الغيبة فيقال «يسلكه» أي ربه، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من اللَّه تعالى عن نفسه، بأن من يعرض عن «القرآن» أو عن «العبادة» أو عن «الموعظة» أو عن جميع ذلك يدخله عذابا صعدا، أي شاقا صعبا.

ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015