ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
«وليوفيهم» من قوله تعالى: وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (?).
قرأ «نافع، وابن عامر، بخلف عن هشام، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف العاشر» «ولنوفيهم» بنون العظمة (?).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن السياق من قبل في قوله
تعالى: وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (?).
يقتضي الغيبة فيقال: «وليوفيهم» أي اللَّه تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه اخبار من اللَّه تعالى عن نفسه بأنه سيكافئ كل انسان على عمله ولو كان مثقال ذرة، ولا يظلم أحدا، لأنه من صفاته سبحانه وتعالى العدل.
ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.
«نقول» من قوله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ (?).
قرأ القراء العشرة عدا «نافع، وشعبة» «نقول» بنون العظمة (?).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم لأن السياق من قبل في قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (?) يقتضي الغيبة فيقال: «يقول» أي اللَّه تعالى، ولكن التفت الى التكلم، على أنه إخبار من اللَّه تعالى عن نفسه بأنه يوم القيامة سينادي جهنم ويقول لها: هل امتلأت؟ فتجيبه بقولها: هل من مزيد؟
ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.